هل يحتاج البشر لتجسُّد الله؟وما هو الدافع القوي الذي يجعلهُ يفعل ذلك؟

هل يحتاج البشر لتجسُّد الله؟وما هو الدافع القوي الذي يجعلهُ يفعل ذلك؟
  • تاريخ النشر: 30/11/2022
  • القسم: مسيحيات

هل هناك حقاً احتياج لأن يتجسّد الله للبشر؟ هل هذا أمر حتمي وضروري أم أن المسيحيين يُغالون في هذا الأمر وأنه لا يوجد دافع قوي يجعل الله تعالى يفعل ذلك؟


في الحقيقية الأمر يتوقف على حالة البشر. 


منذ أن أخطأ آدم وحواء في الجنة وعصوا وتمرّدوا على وصايا الله تعالى، صار هناك حاجز وجدار فاصل بينهم وبين الله وامتد هذا الحاجز الى كل البشرية. وهذا الجدار صنعته المعصية (الخطية)، فلا يمكن للإنسان العاصي صاحب القلب الفاسد والطبيعية المتمرِّدة أن يتواصل (أي يدخل في علاقة) مع الله الكُلّي القداسة الذي يكره الخطيئة ولا يمكنه أن يقبل المعصية أو يتهاون معها. والله يقول أن أجرة الخطية هي الموت ويجب أن يدفع الإنسان ثمن عصيانه. فكيف لهذين الطرفين أن يلتقيا أو يتّفقا؟!


هل من الممكن أن يغفر الله للإنسان ويمحو معاصيه دون ثمن؟ ممكن، لكن قداسته الكاملة وعدله لا يمكن أن يقبلا هذا على حساب رحمته. هناك قصة تُحكى عن قاضي ناجح معروف وعادل، حكم على إبنه المجرم بالعدل وأمر بحبسه والأشغال الشاقة لمدة سنة، لكنه لفرط محبّته لإبنه، بعد أن أصدر الحُكم خلع ثوب القضاء وقدّم نفسه نيابة عن ابنه ليأخذ القصاص وينقذه من العقاب.

 

هذا ما فعله خالقنا المُحِب العال القدّوس. الله يحبّ الإنسان ولايرضى أن يموت في معصيته وشره. ولأنه هو القوي القادر على كل شيء أتى بالحَلّ الذي يخلّص الإنسان من الموت وفي نفس الوقت يفي بالحكم العادل لدفع أجرة المعاصي. ماذا فعل؟  تنازل في رحمة عجيبة واختار بنفسه أن يصالح البشر ويخلّصهم من سقوطهم وعصيانهم وأن يهدم هذا الجدار الفاصل بنفسه. كيف؟  إتخذ جسداً  بشريّاً وصار إنساناً (دون أن يتوقَّف عن كَوْنِهِ الله). جاء طفلاً بميلاد معجزي من مريم العذراء وليس من زرع بشر حتى لا يرث طبيعة الخطيئة مثلنا. عمل كل هذا ليصالحنا مع نفسه ويعيد العلاقة لنا مع الله أي مع نفسه. إذ يقول الوحي الإلهي:


 "إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ." رسالة كورنثوس الثانية 5: 19 


رسالة كورنثوس الثانية - اصحاح 5


إذاً محبته لك ولي ولكل إنسان كان هو الدافع الذي جعله تعالى يتجلى ليحل مشكلة جنسنا البشري ويحمل  القصاص مكاني ومكانك ويعطينا المصالحة والسلام…فهل تريد أن تختبر تلك المُصالحة؟ تواصل معنا لنساعدك. Contact Us