ما هو المعني بالصلاة بدون انقطاع؟

ما هو المعني بالصلاة بدون انقطاع؟
  • المصدر: Got Questions
  • تاريخ النشر: 06/10/2018
  • القسم: اسئلة عن الصلاة


يمكن أن يكون أمر بولس لنا في تسالونيكي الأولى 17:5 "صلوا دون انقطاع" أمر مربك. وبالطبع، هذا لا يعني أنه ينبغي أن نحني رؤوسنا، ونغلق عيوننا طوال اليوم. وهو أيضاً لا يشير للحديث المتواصل مع الله، بل لاتجاه قلبي واع لإحاطة الله بنا في كل وقت. فكل لحظة من عمرنا نعي أن الله معنا وندرك أن جزء حي وفعال من أفكارنا وأفعالنا.


فعندما تتجه أفكارنا نحو القلق والخوف والإحباط والغضب ينبغي وأن نحول كل فكر لصلاة وكل صلاة لشكر. ففي رسالته لفيليبي ينصحنا الرسول بولس بأن "لا تقلقوا من جهة أي شيء، بل في كل أمر لتكن طلباتكم معروفة لدى الله، بالصلاة والدعاء مع الشكر" (6:4). وعلم المؤمنين في كولوسي أن "داوموا على الصلاة، متيقظين فيها بالشكر" (2:4). وحث المؤمنين في رسالته لأفسس أن ينظروا للصلاة كسلاح يستخدم في الحروب الروحية (أفسس 18:6). ووصف الواعظ الشهير تشارلز سبرجون حياة الصلاة المسيحية بالقول "مثل المحاربين القدماء، نحن في حالة حرب روحية مستمرة، نرتدي سلاحنا الروحي لنكون مستعدين. فالمحاربين القدام كانوا ينامون وهم مرتدون أسلحتهم فيجب أن ننام مستعدين أن نستيقظ وأن نكون مع الله"


ويجب أن تكون الصلاة هو رد فعلنا الأول كلما نواجه مواقف صعبة، وكلما تتأثر أفكارنا، وكلما يصعب إطاعة تعاليم الله. ويحذرنا جون مكارثر من أن التوقف عن الصلاة سيتسبب في توقفنا عن الاعتماد عن الله ونعمته والتوجه إلي الاعتماد على أنفسنا. فتواصل الصلاة يعني الاعتماد المتواصل على شركتنا مع الله.


وبالنسبة للمسيحيين، الصلاة هي مثل التنفس، فالإنسان لا يفكر قبل أن يتنفس. بل هو من الصعب على الإنسان ألا يتنفس. وبالمثل فإننا كجزء من عائلة الله نشعر بوجود الله من حولنا ونتنفس لا إرادياً من هواء الصلاة مما يساعدنا أن نحيا روحياً.


وللأسف يحاول الكثير من المسيحيين ألا يتنفسوا لفترات طويلة، اعتقاداً منهم أن الشهيق البسيط الذين يتخذونه كل فترة وأخري يكفيهم. ولكن يجب أن ندرك أن ذلك علامة على وجود خطيئة في حياتهم. فعندما يمارس المؤمن الصلاة يستطيع أن يعيش حياة مسيحية حية.


ويسهل اليوم للمسيحيين خاصة في المجتمعات الديمقراطية الحرة أن يشعروا بأنه بدلاً من الاعتماد علي الله ونعمته – يمكنهم الاعتماد على أنفسهم وثرائهم. ويكتفي المؤمنين بالبركات الجسدية متناسين البركات الروحية. وباعتمادهم علي ثرائهم الأرضي لا يحتاجوا للثراء الروحي. فعندما تقدم البرامج والطرق والأموال نتائج عظيمة يختلط الأمر على الإنسان ويسيء فهم البركة. والكثير من المسيحيون يعيشون كأهل العالم وكأن وجود الله شيء إضافي. وهنا يضعف شوقهم لمعرفة الله وطلب معونته وقوته. وبسبب هذا الخطر الدارج، حث الرسول بولس المؤمنون "كونوا مصلين في كل حال (أفسس 18:6)، وكذلك "داوموا على الصلاة، متيقظين فيها بالشكر" (كولوسي 2:4). فالصلاة المستمرة بدون انقطاع هي جزء هام جداً من حياة المؤمن المعتمد على الله.