إن كان المسيح هو الله، فلماذا قام بالصلاة لله؟ هل قام المسيح بالصلاة لنفسه؟

 إن كان المسيح هو الله، فلماذا قام بالصلاة لله؟  هل قام المسيح بالصلاة لنفسه؟
  • المصدر: Got Questions
  • تاريخ النشر: 03/10/2018
  • القسم: اسئلة عن يسوع

لنتمكن من فهم صلاة المسيح؛ أي الله في الجسد، لله الآب في السماء لا بد وأن ندرك علاقة الله الآب بالله الابن.  فعلاقة الله الآب مع الله الابن المتجسد، علاقة أزلية أبدية بدأت قبل أن يأتي المسيح للعالم.  اقرأ: يوحنا 5: 19- 27 وخاصة 5: 23، التي من خلالها يعلمنا المسيح أن الآب قد أرسل الابن.  (أيضًا اقرأ يوحنا 15: 10).  فالمسيح لم يصبح ابن الله عندما ولد في بيت لحم.  بل كان هو الله منذ الأزل وما زال وسيظل إلى الأبد.


أشعياء 9: 6، يقول لنا: "لأنَّهُ يولَدُ لنا ولَدٌ ونُعطَى ابنًا، وتَكونُ الرّياسَةُ علَى كتِفِهِ، ويُدعَى اسمُهُ عَجيبًا، مُشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًّا، رَئيسَ السَّلامِ."  فالمسيح هو دائمًا في الثالوث الأعظم الآب والابن والروح القدس.  والثالوث لا يمثل ثلاثة آلهة بل إله واحد مثلث الأقانيم.  ولقد قال يسوع: "أنَا وَالآبُ وَاحِدٌ" (يوحنا 10: 30). وكان المسيح يعني أنه والآب والروح القدس أي الأقانيم الثلاثة لله - يشتركون في نفس الروح والكينونة. وهؤلاء الثلاثة المتساوون يتمتعون بشركة أزلية.


فعندما تجسد المسيح، ابن الله الأبدي، فإنه أخفى مجده السماوي آخذاً صورة عبد (فيلبي 2: 5- 11).  وكالله المتجسد في صورة إنسان تعلم أن يطيع أبيه (عبرانيين 5: 8).  ولقد جربه إبليس، وأدانه الناس، ورفضته خاصته، وأخيرًا صُلب.  فرفع صلاته، كإنسان، لأبيه السماوي ليسأل عن معونة وقوة (يوحنا 11: 41، 42)؛ وحكمة (مرقس 1: 35؛ 6: 46).  فصلاته أظهرت اعتماده على الله خلال حياته على الأرض كإنسان؛ لكي يتمم خطة الله للفداء (نظر صلاة المسيح الموجودة في يوحنا 17).  وبالطبع تسليمه لإرادة الله في بستان جَثسَيماني، لأن يذهب للصلب؛ ليحمل عنا ثمن عصياننا لله وهو الموت (متى 26: 31- 46).  وبالطبع، فقد قام من القبر قيامة جسدية؛ ليمنحنا حياة أبدية وغفران وحياة أبدية، إن قبلناه كمخلصنا وفادينا.


فلا يوجد ما يمنع الابن من أن يصلي للآب، أو التحدث لله كأب.  فكما ذكرنا، فإن علاقتهما أزلية بدأت قبل أن يتجسد المسيح.  وفي الجسد، نجد أن هذه العلاقة موضحة في الأناجيل، فنرى أن الله الابن تمم مشيئة الله في الجسد لفداء العالم (يوحنا 6: 38).  فحياة المسيح الجسدية وطاعته لل،ه كان دافعها علاقته بالله الآب، وحياة الصلاة التي يجب علينا أن نتعلم منها.


يسوع المسيح لم يكن أقل من الله عندما قام بالصلاة لله الآب في السماء.  بل ترك لنا المسيح مثالاً حيًا لأهمية الصلاة، بالرغم من أنه كان بلا خطية.  فصلاة المسيح لله الآب توضح لنا علاقته بالله الآب في الثالوث.  فإذًا، يجب علينا أن نعتمد على الله من خلال الصلاة؛ ليمنحنا القوة والحكمة.  فكما قام المسيح بالصلاة في حياته على الأرض، فيجب علينا كأتباعه أن نفعل نفس الشيء.