ما هي أهمية الصلاة اليومية؟
- Source: Got Questions
- Published date: 08/10/2018
- Category : اسئلة عن الصلاة
الأمر ببساطة هو أن الصلاة هي أفضل طريقة للتواصل مع الله بالنسبة للمؤمنين بالمسيح. فالصلاة هي وسيلة الحوار اليومي مع خالقنا. ولا يمكن الإستهانة بأهمية التواصل من خلال الصلاة اليومية. إنها مهمة إلى حد أنها ذكرت 250 مرة في الكتاب المقدس. فما هو سبب أهمية الصلاة اليومية؟ أولاً، تمنحنا الصلاة اليومية الفرصة لمشاركة الله بكل جوانب حياتنا. ثانياً، تمنحنا الصلاة اليومية الفرصة للتعبير عن إمتناننا من أجل الأشياء التي يعطينا إياها. ثالثاً، توفر الصلاة اليومية مكاناً للإعتراف بخطايانا وطلب المعونة في التغلب على تلك الخطايا. رابعاً، إن الصلاة اليومية هي فعل عبادة وطاعة لله. وأخيراً، إن الصلاة اليومية هي طريقة للإعتراف بمن له السلطان الحقيقي في حياتنا. دعونا ندرس كل من هذه الأسباب الهامة بمزيد من التفصيل.
تمنحنا الصلاة اليومية الفرصة لمشاركة كل جوانب حياتنا مع الله. إن ظروف الحياة تتغير كل يوم. ويمكن أن تتغير الأمور من جيد إلى سيء فأسوأ في وقت قصير جداً. ويدعونا الله أن نأتي بهمومنا إليه حتى يتولاها أو طلباً لبركته. وهو أيضاً يدعونا أن نشارك معه أفراحنا وإنتصاراتنا. في الواقع، يقول إرميا 33: 3 "اُدْعُنِي فَأُجِيبَكَ وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا". الله يريدنا أن ندعوه حتى يجيب صلواتنا. كما يريد أن يشاركنا البركات العجيبة التي قد لا نعرفها إن لم نأتي إليه بالصلاة. وأخيراً، يقول يعقوب 4: 8 "اِقْتَرِبُوا إِلَى اللَّهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ". يريدنا الله أن نكون قريبين منه في كل الأوقات.
تمنحنا الصلاة اليومية الفرصة للتعبير عن إمتناننا من أجل الأشياء التي يعطينا إياها. ليس خفياً أننا يجب أن نقدم الشكر لله من أجل كل الأشياء التي يوفرها لنا وكل ما يصنعه من أجلنا. فيجب أن نعترف بإحساناته ومحبته كل يوم. يوصينا أخبار الأيام الأول 16: 34 أن "احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ". ويقول كاتب المزامير في مزمور 9: 1 "أَحْمَدُ الرَّبَّ بِكُلِّ قَلْبِي. أُحَدِّثُ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ". نحن نصلي يومياً لنعترف بأمانة الرب وسخاء تدبيره لنا في حياتنا اليومية.
توفر الصلاة اليومية مكاناً للإعتراف بخطايانا وطلب المعونة في التغلب على تلك الخطايا. دعونا نواجه الأمر، كلنا نرتكب خطايا كل يوم سواء بوعي أم لا. فماذا نفعل كمؤمنين بالمسيح؟ إن كلمة الله توضح هذا الأمر: "أعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي - وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي" (مزمور 32: 5). أخبر الرب ما هو يعرفه فعلاً، وإفعل ذلك بصورة يومية. إن الصلاة اليومية هي مكان رائع لإلقاء حمل الخطية التي تقيدنا. كثيراً ما يعيش المؤمنين بخطية لم يعترفوا بها للرب مما يعوق علاقتهم الشخصية مع الرب يسوع، في حين يجب علينا أن نخضع أنفسنا بإتضاع ونطلب الغفران في الصلاة. كما إن عنصر هام آخر في الصلاة اليومية هو طلب المعونة من الله للتوبة عن خطايانا. الله وحده هو الذي يستطيع أن يساعدنا أن نترك خطايانا، ولكي يتم هذا، فإنه يحتاج أن يسمع طلبنا للتوبة.
إن الصلاة اليومية هي فعل عبادة وطاعة لله. ربما تكون أفضل الآيات الكتابية التي تلخص سبب الصلاة اليومية هي تسالونيكي الأولى 5: 16-18 "اِفْرَحُوا كُلَّ حِينٍ. صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ". إنها إرادة الله لأولاده أن يفرحوا فيه، وأن يصلوا له، وأن يقدموا له الشكر. إن الصلاة بلا إنقطاع تعني ببساطة أننا يجب أن نجعل الصلاة عادة منتظمة وأن لا نتوقف عنها أبداً. إن الصلاة هي عبادة أيضاً لأننا حين نصلي إلى الرب نعبِّر له عن مقدار محبتنا وتعبدنا له. إن الصلاة اليومية هي أيضاً طاعة تفرح قلب الله إذ يرى أولاده يطيعون وصاياه.
الصلاة اليومية هي طريقة للإعتراف بمن له السلطان الحقيقي في حياتنا. إننا كمؤمنين نعلم من الذي له السلطان الحقيقي. الله هو السيد المتحكم. ولا يحدث أي شيء دون معرفة الله به (إشعياء 46: 9-10؛ دانيال 4: 17). ولأنه هو سيد الكل فهو مستحق عبادتنا وتسبيحنا. "لَكَ يَا رَبُّ الْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ وَالْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ وَالْمَجْدُ, لأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. لَكَ يَا رَبُّ الْمُلْكُ, وَقَدِ ارْتَفَعْتَ رَأْساً عَلَى الْجَمِيعِ" (أخبار الأيام الأول 29: 11). الله هو ملكنا العظيم وهو يتحكم في كل جوانب حياتنا. لذا علينا أن نعترف بمكانته الصحيحة في حياتنا بالإتضاع والإحترام المناسبان لمثل هذا الملك العظيم العجيب.
أخيراً، الصلاة هي أمر يجب أن نرغب جميعنا القيام به كل يوم. ولكن قد يجد الكثير من المؤمنين تحدياً في إخضاع أنفسهم في الصلاة كل يوم. وبالنسبة لمن كانوا يسيرون مع الرب لسنوات عديدة، فقد يشعرون أن الصلاة اليومية جافة وتفتقد الإيمان أو المهابة المناسبين. وسواء كان الشخص حديث أو قديم في الإيمان يجب أن تعتبر الصلاة دوماً هي أفضل وسيلة للحديث مع الله. تخيل ألا تتحدث لفترة مع شخص حبيب أو صديق قريب. كم تستمر هذه العلاقة دون حديث بينكما؟ الصلاة اليومية هي شركة يومية مع أبانا السماوي. إنه أمر عجيب حقاً أن يرغب الله في الشركة معنا. في الواقع، يطرح كاتب المزمور هذا السؤال: "فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ!" (مزمور 8: 4). إن الصلاة اليومية هي طريقة جيدة لفهم هذه الحقيقة العجيبة والإمتياز الرائع الذي أعطانا إياه الله.